Tuesday, January 8, 2019

زواج الأقارب: هل مات أطفالي لأني تزوجت ابن عمي؟

يحمل كل من ربا وساقب جيناً لمرض لا شفاء منه، ما يعني أن لدى أطفالهما احتمالا واحدا من أربعة للوفاة خلال مرحلة الطفولة المبكرة. وقد فقدوا بالفعل حتى الآن ثلاثة أطفال.
وترغب ربا حالياً في اللجوء الى التلقيح الاصطناعي (أطفال الأنابيب) كي يتسنى اختيار جنين سليم، أما ساقب فيفضل أن يعتمد على الله في هذا فيما يتمنى أقاربهما انفصالهما وزواجهما من آخرين.
لم تكن "ربا بيبي" ترغب في الزواج في سن صغيرة. فقد كانت تأمل في اتمام تعليمها والذهاب للجامعة إلا أن والديها دبرا أمر زواجها بابن عمها ساقب محمد في باكستان قبل حتى أن تنال شهادة الثانوية العامة.
ولأنها ولدت وترعرعت في برادفورد شمالي إنجلترا، لم يتسنى لربا زيارة باكستان سوى مرتين قبل زفافها. المرة الأولى عندما كانت في الرابعة من العمر ثم عندما كانت في الثانية عشر. لم تستطع أن تتذكر الرجل الذي باتت مخطوبة له دون أن يتسنى لها قضاء وقت معه بمفردهما. كان عمره ٢٧ عاماً ويعمل سائقاً أما هي فكانت تبلغ ١٧ عاما.
تستعيد ربا ذكريات ذاك الوقت فتقول:" كنت متوترة لأنني لم أكن حقيقة أعرفه. كنت خجولة ولا أستطيع الحديث مطولاً ولم أكن مهتمة بالفتيان أو ما شابه. كنت خائفة وطلبت من والدي تأجيل الأمر وإتاحة الفرصة لإتمام دراستي إلا أنهما لم يقبلا ذلك".
بعد قضاء ثلاثة شهور في باكستان، ظهرت عليها أعراض الحمل وعادت إلى برادفورد بعدها بشهرين. كانت في حالة من الصدمة من سرعة حملها، ولكنها كانت سعيدة في ذات الوقت. عندما وضعت طفلهما "حسام" عام ٢٠٠٧، كانت شديدة الحماس لمهاتفة ساقب وإبلاغه بأن الأمور على أحسن ما يرام رغم أن الطفل ينام كثيراً ويواجه صعوبة في الرضاعة. "اعتقدت أن الأمر عادي"، تقول ربا.
وبعدها بأسابيع قليلة توجهت لزيارة الطبيبة التي لاحظت من حركة الطفل أن هناك خمولا في وركه. وتقول ربا:" قالت لي إنها ستحيله لاختصاصي ولكني اعتقدت أن الأمر بسيط. أجروا بعض الاختبارات وتلقيت بعدها مكالمة حيث طُلب مني القدوم لقسم الأطفال من أجل النتيجة".
وتتابع:"أعطتني الطبيبة منشوراً وأبلغتني أن طفلي يعاني من حالة نادرة جداً. كان هناك الكثير لاستيعابه وكنت لا أكف عن البكاء. عندما عدت للمنزل هاتفت زوجي في باكستان فحاول تهدئة روعي وقال إن كل شخص يواجه مشاكل وإننا سنتجاوزها معاً".
لم يكن لدى ربا أدنى فكرة أنها وزوجها، ابن عمها، يحملان جينا لصفة وراثية نادرة تسبب مرض I-cell الذي يمنع الطفل من النمو والتطور بشكل صحيح.
بعد سبعة شهور، حصل ساقب على تأشيرة للعيش في المملكة المتحدة وأصبح بمقدوره أن يحتضن إبنه للمرة الأولى.
تقول ربا:" قال زوجي إن طفلنا يبدو طبيعيا. لم يكن قادراً على الجلوس أو الحبو إلا أن زوجي قال إن بعض الأطفال يكونون فقط بطيئين". ولكنها مع ذلك كان قادرة على ملاحظة الفرق الكبير بين طفلها والأطفال الآخرين في مثل سنه.
كان حسام ينمو ببطء ويتردد على المستشفيات لتلقي العلاج من التهابات بالصدر وكان حجم رأسه يزداد كلما كبر.
وعندما وُلدت طفلتهما الثانية عام ٢٠١٠ أكدت الفحوصات على الفور أنها تعاني أيضاً من مرض I-cell. وقد توفيت عندما كانت في الثالثة بعد أكثر بقليل من عام على وفاة شقيقها الأكبر حسام.
قبل أن تصبح حاملاً للمرة الثالثة، استشارت ربا رجل الدين المسلم في مستشفى ليدز التعليمي "زبير بات" وسألته عن حكم الإسلام في اجراء فحص أثناء الحمل وإجهاض الجنين في حال تأكد أنه مصاب بمرضI-cell.
فأجابها قائلاً إن مثل هذا الإجراء سيكون مقبولاً الا أنه نصحها أن تفكر ملياً في الأمر ولا تقوم به لمجرد أن لديها الضوء الأخضر الذي يسمح بذلك، إذ يتعين عليها أن تعيش مع أمر كهذا بقية حياتها. كما نصحها أن تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر المحيطين بها والذين قد يعارض بعضهم فكرة الإجهاض، منوهاً إلى أن التغلب على الأمر على المستوى الشخصي يعد تحدياً كبيراً أيضا.
•كانت ربا وطفلها الأول حسام من أوائل من شملتهم دراسة طويلة الأمد بعنوان "مولود في برادفورد" والتي شارك بها ١٤ ألف أسرة بالمدينة، ٤٦٪ منهم من أصول باكستانية.
•معدل وفيات الأطفال بالمدينة والذي يبلغ ضعف المعدل الوطني كان دافعاً وراء اجراء الدراسة.
•حدد الأطباء أكثر من مئتي مرض نادر ويعملون حالياً على تقديم خدمات فحص واستشارة أفضل للأزواج.
قررت ربا أنها لن تقوم بإجهاض أي حملٍ لها.

No comments:

Post a Comment